الأذن تعشق قبل العين أحيانا
بيت شعر قلة منا لا تردده و قلة منا لا تفهمه؟
فلو أردنا أن نعرف من يفهم حروف هذا الشطر أكثر تعالوا لنمشي في كلماته كلمة فكلمة عسانا نكون من بين الفاهمين:
الأذن : وهي اكبر متمرد في أجسادنا فلا رقيب على ما تسمع, كما أنها الأكثر حساسية لما يدور حولها فهي على قلة دفاعاتها الوحيدة من أعضاء حواسنا التي حرم عليها رد الفعل فما تسمعه يدخل مباشرة دون أي ممانعة مهما حاولت تلك الأذن أن تطنش وألا تسمع ……………
فهي لا تملك شفاها تنغلق رافضة التصريح حين أرادت …………………..
ولا تملك هروبا مفاجئا كجلدنا إذا ما تغيرت حرارة ما يلمسه مثلا……………..
تعشق : العشق من الهوى ولكنه ليس الهوى فالعشق هو كالسيل جنونه يرفض أي منطق أو أي حياة إلا منطق الحياة التي يريد……..والعشق هو ذلك الذي يقبل الآخر دون سؤال عن عمر أو ديانة أو حبيبا أو….
قبل: هو ظرف قد يأتي مكانيا أو زمانيا أما هنا فشاعرنا حرمه من الأماكن مكتفيا بترتيبه الزمني رافضا الفصل فيه بين ما قبله وما بعده فالعشق قد يبدأ بالأذن أولا لكنه لا يدوم بالأذن وحدها…إن لم يحتل العشق العين لاحقا……..
العين: هي مرآتنا الواعية والمستقلة جدا فهل نستطيع أن نقاوم طفولة نعسها المفاجىء حتى ولو كنا جد راغبين في الاستمرار بالرؤية؟ هل نستطيع إرغامها على فتح جفونها حين ترفض أو حين يؤلمها ما ترى؟
أحيانا: رغم كل كرم آذاننا وعدم رد الضيف مهما كان أو من كان فإنها لا تربح سباقها مع العين على كل شكوك الأخيرة وعقلانيتها ورفضها الآخر مهما كان أو من كان إذا أرادت..
مع كل هذا فلاافضلية لعشق آذاننا على عشق عيوننا و زمنيا فقط إلا أحيانا …………….
قد يكون ما فهمته أنا مختلف عن مفهوم سواي ولكني أؤمن بخلود حكمة الأجداد بكل ما تسقطه على واقعنا اليوم من حقائق فما يكثر في يومنا من دجل عشقي في الشات وما تؤمنه تلك المقاهي النتية من تعارف مزعوم لا يؤيده إلا منطق الآذان الضعيفة جدا أمام عذب الكلام,المحرومة من أي مساعدة قد تقدمها واقعية عدسات عينينا ,ناهيك عن الفشل وآلامه خاصة وأنها ولدت خرساء لا تستطيع البوح؟ فكيف ستعبر مشاعرنا إلى ارض واقعها كيف نبوح ب علاقة اختلست من الأحلام وبنيت على كلمات ؟ وخسرت معها قدسية المرة الأولى في حقوق التجربة ولأجل عيون الفراغ؟
بالتأكيد شاعرنا لم يقصد الشات يومها/ربما لأنهم لم يكونوا وقتها قد وصلوا إلى تطورنا نحن أو ربما لأننا لم نصل إلى حضارتهم يومها .. ./ ولكن ما نتقاسمه حتما هو إدراكنا لأثر الكلمة اللارادع لها على القلوب والأشجان خاصة إن كانت تلك الكلمة مفردة في قصيدة ….
فلا تصمد أذن أمام قصيدة سرقت من هذا أو ذاك الشاعر لتعبر عن كم الحب تجاهها
فكيف لاتخسرقضيتها أمام قصيدة كتبت لها وتحمل حروف اسمها عنونا!!!!!
ستخسر حتما ومهما رددنا أمامها كثرة الأشعار التي امتلكت سر الخلود رغم أنها حين كتبت كتبت تأثرا ب حال مر بها قلب…. صديق أو قريب أو أحيانا ذو معرفة سطحية جدا من الشاعر الذي لم يعرف قلبه يوما هكذا حال……أو هكذا عشق
ستخسر حتى وهي تعرف أن كثيرا من شعراءنا الرائعين أحبوا ليقولوا الشعر ولم يكتبوا الشعر لأنهم ذات يوم أحبوا؟؟؟
وجدت في /قلم /مايختصر بعض افكاري:
[ قـلم]
كم فراشـاتٍ
تساقطـنَ
على ضوء مصباحي
وأعياهـن
نامـوس الألمْ
…….
كنّ يبحثن عن اللؤلؤ
في بحر العـدمْ
كنّ (….)
لكن …
كنتُ حيراناً
أفتش عن قلم !!
يكتب الـذكرى
لآمـالٍ …
تناثـرن …
علـى
سفـح
النــدمْ
……….
من
ما تساقط مني(مرافىء الحنين)
للشاعر اليمني:عبد الرحمن غيلاني